بسم الله الرحمن الرحيم

خرج علينا خالد بلكين بمقطع جديد يجمع فيه الروايات التي تتكلم عن طعن الخارجين على عثمان رضي الله عنه و ما نقموا عليه ، و ساكتفي هنا بالرد على الروايات التي صرحت بنقمتهم على عثمان رضي الله عنه حرق المصاحف و سابين ان شاء الله ان معظم ما استشهد به خالد بلكين لا يصح اسنادا و ان صح فانه لا يعيب عثمان رضي الله عنه .

وسيكون الموضوع عبارة عن سرد للرواية التي ذكرها ثم الرد عليها

الرواية الاولى
المصاحف لابن ابي داود السجستاني الجزء الاول
حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ هِشَامِ بْنِ دَلْهَمٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَ أَهْلُ مِصْرَ الْجُحْفَةَ يُعَاتِبُونَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، صَعِدَ عُثْمَانُ الْمِنْبَرَ فَقَالَ : " جَزَاكُمُ اللَّهُ يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ عَنِّي شَرًّا أَذَعْتُمُ السَّيِّئَةَ ، وَكَتَمْتُمُ الْحَسَنَةَ ، وَأَغْرَيْتُمْ بِي سُفَهَاءَ النَّاسِ ، أَيُّكُمْ يَأْتِي هَؤُلاءِ الْقَوْمَ ، مَا الَّذِي نَقَمُوا ، وَمَا الَّذِي يُرِيدُونَ ؟ " ثَلاثَ مَرَّاتٍ لا يُجِيبُهُ أَحَدٌ . فَقَامَ عَلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : " أَنَا " ، فَقَالَ عُثْمَانُ : " أَنْتَ أَقْرَبُهُمْ رَحِمًا وَأَحَقُّهُمْ بِذَلِكَ " ، فَأَتَاهُمْ فَرَحَّبُوا وَقَالُوا : مَا كَانَ يَأْتِينَا أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْكَ ، فَقَالَ : " مَا الَّذِي نَقَمْتُمْ ؟ " قَالُوا : نَقَمْنَا أَنَّهُ مَحَا كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَحَمَى الْحِمَى ، وَاسْتَعْمَلَ أَقْرِبَاءَهُ ، وَأَعْطَى مَرْوَانَ مِائَتَيْ أَلْفٍ ، وَتَنَاوَلَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَرَدَّ عَلَيْهِمْ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " أَمَّا الْقُرْآنُ فَمِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، إِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ لأَنِّي خِفْتُ عَلَيْكُمُ الاخْتِلافَ ، فَاقْرَءُوا عَلَى أَيِّ حَرْفٍ شِئْتُمْ ، وَأَمَّا الْحِمَى فَوَاللَّهِ مَا حَمَيْتُهُ لإِبِلِي ، وَلا غَنَمِي ، وَإِنَّمَا حَمَيْتُهُ لإِبِلِ الصَّدَقَةِ وَتَصْلُحُ وَتَكُونُ أَكْثَرَ ثَمَنًا لِلْمُسْلِمِينَ ، وَأَمَّا قَوْلُكُمْ : إِنِّي أَعْطَيْتُ مَرْوَانَ مِائَتَيْ أَلْفٍ ، فَهَذَا بَيْتُ مَالِهِمْ فَلْيَسْتَعْمِلُوا عَلَيْهِ مَنْ أَحَبُّوا ، وَأَمَّا # قَوْلُكُمْ # : تَنَاوَلَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَغْضَبُ وَأَرْضَى ، فَمَنِ ادَّعَى قِبَلِي حَقًّا أَوْ مَظْلَمَةً فَهَذَا أَنَا ، فَإِنْ شَاءَ قَوْدٌ ، وَإِنْ شَاءَ عَفْوٌ ، وَإِنْ شَاءَ أَرْضَى " ، فَرَضِيَ النَّاسُ وَاصْطَلَحُوا وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَأَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَجِيءَ فَلْيُوَكِّلْ وَكِيلا .

الرد :

الرواية ضعيفة و لا تصح و العلة :
1. عثمان بن هشام مجهول لا ترجمة له
2. الارسال من اسماعيل بن ابي خالد وهو لم يدرك عثمان رضي الله عنه و لم تثبت له عنه رواية
وضعف الرواية محقق كتاب المصاحف الدكتور محب الدين واعظ في هامش الصفحة 245 وقال :
((اسناده منقطع لان اسماعيل بن ابي خالد لم يلق عثمان و علي و علي بن مسهر له غرائب بعد ان اضر و عثمان بن هشام لم اجد له ترجمة))

و اضع ردا سابقا ينفي هذا المتن

اقتباس
اولا : اجمع الصحابة بما فيهم عثمان رضي الله عنه على المصاحف التي نسخها و اثنو عليه خيرا
في كتاب المصاحف لابن ابي داود السجستاني
حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: " أَدْرَكْتُ النَّاسَ مُتَوَافِرِينَ حِينَ حَرَّقَ عُثْمَانُ الْمَصَاحِفَ، فَأَعْجَبَهُمْ ذَلِكَ، وَقَالَ: لَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ مِنْهُمْ أَحَدٌ "
و علق ابن كثير رحمه الله على هذه الرواية في مقدمة تفسيره باب جمع القران ((و هذا اسنتد صحيح))

و ايضا في كتاب المصاحف لابن ابي داود السجستاني رحمه الله بسند صححه ابن كثير رحمه الله في مقدمة تفسيره
حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي عَمِّي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَامَ عُثْمَانُ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ عَهْدُكُمْ بِنَبِيِّكُمْ مُنْذُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَنْتُمْ تَمْتَرُونَ فِي الْقُرْآنِ، وَتَقُولُونَ قِرَاءَةُ أُبَيٍّ وَقِرَاءَةُ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ مَا تُقِيمُ قِرَاءَتُكَ فَأَعْزِمُ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ مَا كَانَ مَعَهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شَيْءٌ لَمَّا جَاءَ بِهِ، وَكَانَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْوَرَقَةِ وَالْأَدِيمِ فِيهِ الْقُرْآنُ، حَتَّى جَمَعَ مِنْ ذَلِكَ كَثْرَةً، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَدَعَاهُمْ رَجُلًا رَجُلًا فَنَاشَدَهُمْ لَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَمْلَاهُ عَلَيْكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ ذَلِكَ عُثْمَانُ قَالَ: مَنْ أَكْتَبُ النَّاسِ؟ قَالُوا: كَاتِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ أَعْرَبُ؟ قَالُوا: سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ قَالَ عُثْمَانُ: فَلْيُمْلِ سَعِيدٌ وَلْيَكْتُبْ زَيْدٌ، فَكَتَبَ زَيْدٌ، وَكَتَبَ مَصَاحِفَ فَفَرَّقَهَا فِي النَّاسِ، فَسَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: قَدْ أَحْسَنَ

و ايضا من نفس المصدر
رقم الحديث 37
(حديث مقطوع) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّوَّافُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ الْحَنَفِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ غُنَيْمَ بْنَ قَيْسٍ الْمَازِنِيَّ ، قَالَ : " قَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَى الْحَرْفَيْنِ جَمِيعًا ، وَاللَّهِ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ عُثْمَانَ لَمْ يَكْتُبِ الْمُصْحَفَ ، وَأَنَّهُ وُلِدَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ كُلَّمَا أَصْبَحَ غُلامٌ ، فَأَصْبَحَ لَهُ مِثْلَ مَا لَهُ " , قَالَ : قُلْنَا لَهُ : يَا أَبَا الْعَنْبَرِ ، لِمَ ؟ قَالَ : " لَوْ لَمْ يَكْتُبْ عُثْمَانَ الْمُصْحَفَ ، لَطَفِقَ النَّاسُ يَقْرَءُونَ الشِّعْرَ " .

و من نفس المصدر ايضا
رقم الحديث: 38
(حديث مقطوع) حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ ، قَالَ : " لَوْلا أَنَّ عُثْمَانَ كَتَبَ الْقُرْآنَ لأَلْفَيْتَ النَّاسَ يَقْرَءُونَ الشِّعْرَ " .

ثانيا : انه رضي الله عنه كان مامونا على المصحف و ما كان يغير شيئا من مكانه
الثابت عن امير المؤمنين عثمان رضي الله عنه انه لم يكن يغير شيئا من مكانه
صحيح البخاري كتاب تفسير القران
باب والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير يعفون يهبن
4256 حدثني أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع عن حبيب عن ابن أبي مليكة قال ابن الزبير قلت لعثمان بن عفان والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا قال قد نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها أو تدعها قال يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه

و هو الذي ائتمنه الناس على المصاحف و اجمع الصحابة على نسخه
نقرا في فضائل القران لابن سلام رحمه الله باب ما رفع من القران بعد نزوله :
((رقم الحديث: 601
(حديث موقوف) حُدِّثْتُ حُدِّثْتُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو مِجْلَزٍ : " أَلا تَعْجَبُ مِنْ حُمْقِهِمْ , كَانَ مِمَّا عَابُوا عَلَى عُثْمَانَ تَمْزِيقِهِ الْمَصَاحِفَ ، ثُمَّ قَبِلُوا مَا نَسْخَ " . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ يَقُولُ : إِنَّهُ كَانَ مَأْمُونًا عَلَى مَا أُسْقِطَ ، كَمَا هُوَ مَأْمُونٌ عَلَى مَا نَسَخَ .))
فان كان لا يغير شيئا من مكانه فكيف يعقل انه رضي باطلاق القراءة على غير الرسم العثماني
ثم كيف يقبلون ما نسخه ثم يطالبون بالقراءة على غير مصحفه ؟؟؟!!!!!

ثالثا : يخالف هذه الرواية الكثير من الروايات الاخرى التي لم تذكر بعضا من هذه الزيادات المنكرة
ففي سنن الدارقطني كتاب الاحباس
4442 - نا القاضي أبو عمر محمد بن يوسف ، نا الحسن بن محمد ، نا شبابة ، نا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : لما حصر عثمان رضي الله عنه في الدار أشرف عليهم فنشد الناس فقال : هل تعلمون أني كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حراء ، فتحرك فقال : " اثبت حراء ؛ فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد " . ؟ قال : فشهد له ناس ، ثم قال : أتعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " من يوسع لنا بيتا في المسجد " فاشتريت بيتا ، ووسعت به في المسجد ؟ قال : فشهد له ناس ، ثم قال : أنشدكم الله ، أتعلمون أن رومة كانت تباع بيعا من ابن السبيل وأني اشتريتها فجعلتها لله تعالى وابن السبيل ؟ قالوا : نعم فشهد له ناس . ثم قال : أنشدكم بالله ، أتعلمون أني جهزت جيش العسرة ، وأنفقت عليه كذا وكذا ؟ فشهد له ناس ، ثم قال : ولكنه طال عليكم عمري واستعجلتم قدري أن أنزع سربالا سربلنيه الله تعالى ، لا والله لا يكون ذلك أبدا
وصححه الشيخ شعيب الارنؤوط رحمه الله في تخريج سنن الدارقطني الحديث رقم 4442 وقال ((صحيح))

رابعا : كل القراءات العشر المتواترة عندنا هي على الرسم العثماني فكلها موافقة للنسخ العثماني و هذا يكذب الرواية الضعيفة فان كان اجاز عثمان القراءة على غير مصحفه لاشتهر ذلك
قال الامام الجزري في النشر في القراءات العشر الجزء الاول :((كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا وصح سندها ، فهي القراءة الصحيحةالتي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها ، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ووجب على الناس قبولها ، سواء كانت عن الأئمة السبعة ، أم عن العشرة ، أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين ، ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة ، سواء كانت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم ، هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف ، صرح بذلك الإمام الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني ، ونص عليه في غير موضع الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب ، وكذلك الإمام أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي ، وحققه الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة ، وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافه . ))

الرواية الثانية
نقرا من مصنف ابن ابي شيبة كتاب الفتن باب ذكر عثمان
(( 37691 - أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مِحْصَنٍ، أَخُو حَمَّادِ بْنِ نُمَيْرٍ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ وَاسِطَ , قَالَ حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَهْمٌ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي فِهْرٍ , قَالَ: أَنَا شَاهِدُ هَذَا الْأَمْرِ , قَالَ: §جَاءَ سَعْدٌ وَعَمَّارٌ فَأَرْسَلُوا إِلَى عُثْمَانَأَنِ ائْتِنَا , فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَذْكُرَ لَكَ أَشْيَاءَ أَحْدَثْتَهَا أَوْ -[522]- أَشْيَاءَ فَعَلْتَهَا , قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ أَنِ انْصَرَفُوا الْيَوْمَ , فَإِنِّي مُشْتَغِلٌ وَمِيعَادُكُمْ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا حَتَّى أَشَرْنَ , قَالَ أَبُو مِحْصَنٍ: أَشَرْنَ: أَسْتَعِدُّ لِخُصُومَتِكُمْ , قَالَ: فَانْصَرَفَ سَعْدٌ وَأَبَى عَمَّارٌ أَنْ يَنْصَرِفَ , قَالَهَا أَبُو مِحْصَنٍ مَرَّتَيْنِ , قَالَ: فَتَنَاوَلَهُ رَسُولُ عُثْمَانَ فَضَرَبَهُ , قَالَ: فَلَمَّا اجْتَمَعُوا لِلْمِيعَادِ وَمَنْ مَعَهُمْ قَالَ لَهُمْ عُثْمَانُ مَا تَنْقِمُونَ مِنِّي؟ قَالُوا: نَنْقِمُ عَلَيْكَ ضَرْبَكَ عَمَّارًا , قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ: جَاءَ سَعْدٌ وَعَمَّارٌ فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِمَا , فَانْصَرَفَ سَعْدٌ وَأَبَى عَمَّارٌ أَنْ يَنْصَرِفَ , فَتَنَاوَلَهُ رَسُولٌ مِنْ غَيْرِ أَمْرِي ; فَوَاللَّهِ مَا أَمَرْتُ وَلَا رَضِيتُ , فَهَذِهِ يَدِي لِعَمَّارٍ فَيَصْطَبِرُ , قَالَ أَبُو مِحْصَنٍ: يَعْنِي: يَقْتَصُّ , قَالُوا: نَنْقِمُ عَلَيْكَ أَنَّكَ جَعَلْتَ الْحُرُوفَ حَرْفًا وَاحِدًا , قَالَ: جَاءَنِي حُذَيْفَةُ فَقَالَ: مَا كُنْتُ صَانِعًا إِذَا قِيلَ: قِرَاءَةُ فُلَانٍ وَقِرَاءَةُ فُلَانٍ وَقِرَاءَةُ فُلَانٍ , كَمَا اخْتَلَفَ أَهْلُ الْكِتَابِ , فَإِنْ يَكُ صَوَابًا فَمِنَ اللَّهِ , وَإِنْ يَكُ خَطَأً فَمِنْ حُذَيْفَةَ , قَالُوا: نَنْقِمُ عَلَيْكَ أَنَّكَ حَمَيْتَ الْحِمَى , قَالَ: جَاءَتْنِي قُرَيْشٌ فَقَالَتْ: إِنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْعَرَبِ قَوْمٌ إِلَّا لَهُمْ حِمًى يَرْعَوْنَ فِيهِ غَيْرَهَا , فَقُلْتُ ذَلِكَ لَهُمْ ; فَإِنْ رَضِيتُمْ فَأَقِرُّوا , وَإِنْ كَرِهْتُمْ فَغَيِّرُوا , أَوْ قَالَ لَا تُقِرُّوا شَكَّ أَبُو مِحْصَنٍ

الرد :

الرواية ضعيفة فمدارها سواءا عند ابن ابي شيبة او عند ابن شبة هو جهم او جهيم و هو مجهول .
ضعفها الشيخ سعد الشثري في تحقيقه لمصنف ابن ابي شيبة الجزء الواحد و العشرون في هامش الصفحة 434 :(( 2 مجهول لجهالة جهم الفهري و اخرجه البخاري في التاريخ الصغير .... ))

وقد حاول سابقا خالد بلكين ان يقوم بتوثيق الراوي لكونه مستور الحال اي روى عنه اثنان فاكثر و قد رددنا على ذلك و ننقل ردنا في الادنى
اقتباس
ذكر خالدبلكين ان جهيم الفهري (احد رواة الرواية السابقة من مصنف ابن ابي شيبة من طريق اخر ) هو مستور الحال ( المجهول الذي روى عنه اثنان او اكثر ) فالرواية تصلح لان تحسن بناءا على ان هذه العلة و ذكر قول النووي في شرح المهذب ان الاصح الاحتجاج برواية المستور

واقول ردا على هرائه :
1. على عكس قول النووي رحمه الله فان رواية المستور عند جمهور المحدثين مردودة الا ان ينظر في الراوي نفسه ان روى عنه جمع من الثقات و لم توجد في روايته ما ينكر عليه .
نقرا من فتح المغيث للسخاوي الجزء الثاني :
(( (وَالْقِسْمُ الْوَسَطْ) أَيِ: الثَّانِي (مَجْهُولُ حَالٍ بَاطِنٍ) وَحَالٍ (ظَاهِرِ) مِنَ الْعَدَالَةِ وَضِدِّهَا، مَعَ عِرْفَانِ عَيْنِهِ بِرِوَايَةِ عَدْلَيْنِ عَنْهُ (وَحُكْمُهُ الرَّدُّ) وَعَدَمُ الْقَبُولِ (لَدَى) أَيْ: عِنْدَ (الْجَمَاهِرِ) مِنَ الْأَئِمَّةِ. وَعَزَاهُ ابْنُ الْمَوَّاقِ لِلْمُحَقِّقِينَ، وَمِنْهُمْ أَبُو حَاتِمٍ ))

و نقرا من تمام المنة للامام الالباني رحمه الله القاعدة الرابعة :
(( القاعدة الرابعة رد حديث المجهولقال الخطيب في "الكفاية" ص 88:" المجهول عند أصحاب الحديث هو كل من لم يشتهر بطلب العلم في نفسه ولا عرفه العلماء به ومن لم يعرف حديثه إلا من جهة راو واحد".
وأقل ما ترتفع به الجهالة أن يروي عن الرجل اثنان فصاعدا من المشهورين بالعلم كذلك.
قلت: إلا أنه لا يثبت له حكم العدالة بروايتهما عنه وقد زعم قوم أن عدالته تثبت بذلك. ثم ذكر فساد قولهم في باب خاص عقب هذا فليراجعه من شاء.
قلت: والمجهول الذي لم يرو عنه إلا واحد هو المعروف بمجهول العين وهذه هي الجهالة التي ترتفع برواية اثنين عنه فأكثر وهو المجهول الحال والمستور وقد قبل روايته جماعة بغير قيد وردها الجمهور كما في "شرح النخبة" ص 24 قال: "والتحقيق أن رواية المستور ونحوه مما فيه الاحتمال لا يطلق القول بردها ولا بقبولها بل يقال: هي موقوفة إلى استبانة حاله كما جزم به إمام الحرمين".
قلت: وإنما يمكن أن يتبين لنا حاله بأن يوثقه إمام معتمد في توثيقه وكأن الحافظ أشار إلى هذا بقوله: إن مجهول الحال هو الذي روى عنه اثنان فصاعدا ولم يوثق"وإنما قلت: "معتمد في توثيقه" لأن هناك بعض المحدثين لا يعتمد عليهم في ذلك لأنهم شذوا عن الجمهور فوثقوا المجهول منهم ابن حبان وهذا ما بينته في القاعدة التالية
نعم يمكن أن تقبل روايته إذا روى عنه جمع من الثقات ولم يتبين في حديثه ما ينكر عليه وعلى هذا عمل المتأخرين من الحفاظ كابن كثير والعراقي والعسقلاني وغيرهم. وانظر بعض الأمثلة فيما يأتي 204 – 207 ))

2. توثيق ابن حبان رحمه الله ليس مردود على اطلاقه بل هناك حالات ناخذ بها بشروط معينة ذكرها اهل العلم .
نقرا ما قاله المعلمي رحمه الله في التنكيل ردا على الكوثري الجزء الثاني القسم الثاني :
((هذا وقد أكثر الأستاذ من رد توثيق ابن حبان، والتحقيق أن توثيقه على درجات،الأولى: أن يصرح به كأن يقول «كان متقنا» أو «مستقيم الحديث» أو نحو ذلك.
الثانية: أن يكون الرجل من شيوخه الذين جالسهم وخبرهم.
الثالثة: أن يكون من المعروفين بكثرة الحديث بحيث يعلم أن ابن حبان وقف له على أحاديث كثيرة.
الرابعة: أن يظهر من سياق كلامه أنه قد عرف ذاك الرجل معرفة جيدة.
الخامسة: ما دون ذلك.
فالأولى لا تقل عن توثيق غيره من الأئمة بل لعلها أثبت من توثيق كثير منهم، والثانية قريب منها، والثالثة مقبولة، والرابعة صالحة، والخامسة لا يؤمن فيها الخلل. والله أعلم. (1) ))

وقال الامام الالباني رحمه الله في تعليقاته على التنكيل في الهامش :
(( (1) قلت: هذا تفصيل دقيق، يدل على معرفة المؤلف رحمه الله تعالى، وتمكنه من علم الجرح والتعديل، وهو مما لم أره لغيره ن فجزاء الله خيرا، غير أنه قد ثبت لدي بالممارسة أن من كان منهم من الدرجة الخامسة فهو على الغالب مجهول لا يعرف، ويشهد بذلك صنيع الحفاظ كالذهبي والعسقلاني وغيرهما من المحققين، فإنهم نادرا ما يعتمدون على توثيق ابن حبان وحده ممن كان في هذه الدرجة، بل والتي قبلها أحيانا))

ونسال خالدبلكين هل تبين لك ان جهيم الفهري من هذه الدرجة ؟؟؟!!!
الرواية الثالثة
نقرا من تاريخ المدينة لابن شبة الجزء الثالث باب كتابة القران و جمعه
(( حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ سَوَّارِ بْنِ شَبِيبٍ، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي نَفَرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ عُثْمَانَ، لِمَ شَقَّقَ الْمَصَاحِفَ، وَلِمَ حَمَى الْحِمَى؟ فَقَالَ : «قُومُوا فَإِنَّكُمْ حَرُورِيَّةٌ» ، قُلْنَا: لَا وَاللَّهِ مَا نَحْنُ حَرُورِيَّةً، قَالَ: قَامَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلٌ فِيهِ كَذِبٌ وَوَلَعٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ النَّاسَ قَدِ اخْتَلَفُوا فِي الْقِرَاءَةِ، فَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ هَمَّ أَنْ يَجْمَعَ الْمَصَاحِفَ فَيَجْعَلَهَا عَلَى قِرَاءَةٍ وَاحِدَةٍ، فَطُعِنَ طَعَنْتَهُ الَّتِي مَاتَ فِيهَا، فَلَمَّا كَانَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَذَكَرَ لَهُ، فَجَمَعَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْمَصَاحِفَ، ثُمَّ بَعَثَنِي إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَجِئْتُ بِالصُّحُفِ الَّتِي كَتَبَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ فَعَرَضْنَاهُ عَلَيْهَا حَتَّى قَوَّمَنْاهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِسَائِرِهَا فَشُقِّقَتْ ))

الرد :

الرواية ضعيفة سندا وذلك لضعف الربيع بن بدر و جهالة سوار بن شعيب لم اجد له ترجمة .
نقرا من تقريب التهذيب لابن حجر رحمه الله باب حرف الراء :
(( ١٨٨٣- الربيع ابن بدر ابن عمرو ابن جراد التميمي السعدي أبو العلاء البصري يلقب عليلة بمهملة مضمومة ولامين متروك من الثامنة مات سنة ثمان وسبعين ت ق ))

نقرا من تاريخ المدينة لابن شبة الجزء الثالث باب كتابة القران و جمعه في هامش الصفحة 208 تحقيق الدكتور عبد الله الدويش
(( في اسناده الربيع بن بدر و هو متروك كما في التقريب ))

كما ان الرواية تخالف المعلوم :
1. ان الذي جمع القران اولا هو ابو بكر رضي الله عنه
2. ان الصحف كانت عند حفصة رضي الله عنها حينها و ليس عند عائشة رضي الله عنها

وقد وردت هاتان النقطتان من طريق الزهري و من غيره ، نستعرض بذلك الروايات ادناه
نقرا من كتاب المصاحف لابن ابي داود السجستاني باب جمع ابي بكر الصديق رضي الله عنه القران في المصاحف بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ يَوْمَئِذٍ فَرَقَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْقُرْآنِ أَنْ يَضِيعَ فَقَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَلِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: «اقْعُدُوا عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَمَنْ جَاءَكُمَا بِشَاهِدَيْنِ عَلَى شَيْءٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَاكْتُبَاهُ» ))

نقرا من المصاحف لابن ابي داود السجستاني الجزء الاول باب جمع عثمان رحمه الله المصاحف
(( حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ قَالَ: " لَمَّا أَرَادَ عُثْمَانُ أَنْ يَكْتُبَ الْمَصَاحِفَ، جَمَعَ لَهُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ، فِيهِمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ فَبَعَثُوا إِلَى الرَّبْعَةِ الَّتِي فِي بَيْتِ عُمَرَ، فَجِيءَ بِهَا قَالَ : وَكَانَ عُثْمَانُ يَتَعَاهَدُهُمْ، فَكَانُوا إِذَا تَدَارَءُوا فِي شَيْءٍ أَخَّرُوهُ قَالَ مُحَمَّدٌ: فَقُلْتُ لَكَثِيرٍ، وَكَانَ فِيهِمْ فِيمَنْ يَكْتُبُ: هَلْ تَدْرُونَ: لِمَ كَانُوا يُؤَخِّرُونَهُ؟ قَالَ: لَا قَالَ مُحَمَّدٌ: فَظَنَنْتُ ظَنًّا، إِنَّمَا كَانُوا يُؤَخِّرُونَهَا لِيَنْظُرُوا أَحْدَثَهُمْ عَهْدًا بِالْعَرْضَةِ الْآخِرَةِ فَيَكْتُبُونَهَا عَلَى قَوْلِهِ " ))

قال الدكتور محب الدين واعظ في تحقيقه لكتاب المصاحف لابن ابي داود رحمه الله في هامش الصفحة 214:
(( اسناده صحيح ))

نقرا من المصاحف لابن ابي داود السجستاني الجزء الاول باب جمع ابي بكر رضي الله عنه المصحف

(( حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : " أَعْظَمُ النَّاسِ أَجْرًا فِي الْمَصَاحِفِ أَبُو بَكْرٍ ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ " .))


وقال بن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب فضائل القران باب جمع القران معلقا :
((كان ابتداء ذلك على يد الصديق - رضي الله عنه - بمشورة عمر ، ويؤيده ما أخرجه ابن أبي داود في " المصاحف " بإسناد حسن عن عبد خير قال : " سمعت عليا يقول : أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر ، رحمة الله على أبي بكر ، هو أول من جمع كتاب الله))


وحسنه الدكتور محب الدين واعظ محقق كتاب المصاحف في هامش الصفحة 155:
((اسناده: حسن))

نقرا من تخريج شرح مشكل الاثار الجزء الثامن الصفحة 127
و كما حدثنا يونس : قال حدثنا نعيم بن حماد قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمارة بن غزية عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت عن ابيه قال :لمَّا قُتِلَ أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ باليَمامةِ، دخَلَ عُمَرُ رضيَ اللهُ عنه على أبي بَكرٍ رضيَ اللهُ عنه، فقال: إنَّ أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَهافَتوا يومَ اليَمامةِ، وإنِّي أَخْشى ألَّا يَشهَدوا مَوطِنًا إلَّا فَعَلوا ذلك فيه حتى يُقتَلوا، وهم حَمَلةُ القُرآنِ، فيَضيعُ القُرآنُ ويُنْسى، فلو جمَعْتَه وكتَبْتَه، فنفَرَ منها أبو بَكرٍ رضيَ اللهُ عنه، وقال: أفعَلُ ما لم يَفعَلْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ! ثُم أرسَلَ أبو بَكرٍ رضيَ اللهُ عنه إلى زَيدِ بنِ ثابتٍ، وعُمَرَ مُحزَئِلٌّ -يَعْني شِبهَ المُتَّكئِ- فقال أبو بَكرٍ: إنَّ هذا دَعاني إلى أمْرٍ فأبَيْتُ عليه، وأنتَ كاتبُ الوَحيِ، فإنْ تَكنْ معه اتَّبعْتُكما، وإنْ توافِقَني لم أفعَلْ ما قال، فاقتَصَّ أبو بَكرٍ قولَ عُمَرَ، فنفَرْتُ من ذلك، وقُلتُ: نَفعَلُ ما لم يَفعَلْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ! إلى أنْ قال عُمَرُ رضيَ اللهُ عنه كلمةً، قال: وما عليكما لو فعَلْتُما، فأمَرَني أبو بَكرٍ رضيَ اللهُ عنه، فكتَبْتُه في قِطَعِ الأَدَمِ، وكِسَرِ الأكتافِ، والعُسُبِ -قال الشيخُ: يَعْني الجَريدَ- فلمَّا هلَكَ أبو بَكرٍ وكان عُمَرُ قد كتَبَ ذلك كلَّه في صَحيفةٍ واحدةٍ، فكانت عندَه، فلمَّا هلَكَ كانت عندَ حَفصةَ، ثُم إنَّ حُذَيفةَ بنَ اليَمانِ قدِمَ في غَزوةٍ غَزاها فَرْجِ أَرْمينيَةَ، فلم يدخُلْ بيْتَه حتى أتى عُثمانَ، فقال: يا أميرَ المُؤمِنينَ أدْرِكِ الناسَ، فقال عُثمانُ: وما ذاك؟ فقال: غزَوْتُ أَرْمينيَةَ، فحضَرَها أهْلُ العِراقِ وأهْلُ الشامِ، وإذا أهْلُ الشامِ يَقرَؤونَ بقِراءة أُبَيٍّ، فيأْتونَ بما لم يَسمَعْ أهْلُ العِراقِ، فيُكفِّرُهم أهْلُ العِراقِ، وإذا أهْلُ العِراقِ يَقرَؤونَ بقِراءةِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، فيأْتونَ بما لم يَسمَعْ أهْلُ الشامِ، فيُكفِّرُهم أهْلُ الشامِ، قال زَيدٌ: فأمَرَني عُثمانُ أنْ أكتُبَ له مُصحَفًا، وقال: إنِّي جاعِلٌ معكَ رَجلًا لَبيبًا فَصيحًا، فما اجتَمَعْتُما فيه فاكْتُباه، وما اختَلَفْتُما فيه، فارْفَعاه إليَّ، فجعَلَ معه أبانَ بنَ سعيدِ بنِ العاصِ، فلمَّا بلَغَ: {إنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ} [البقرة: 248]، قال زَيدٌ: فقُلْتُ أنا: التَّابُوهُ، وقال أبانُ: التَّابُوتُ، فرَفَعْنا ذلك إلى عُثمانُ، فكتَبَ: التَّابُوتَ، ثُم عرَضْتُه -يَعْني المُصحَفَ- عَرْضةً أُخْرى، فلم أجِدْ فيه شيئًا، وأرسَلَ عُثمانُ إلى حَفْصةَ أنْ تُعطيَه الصحيفةَ وحلَفَ لها: لَيَرُدَّنَّها إليها، فأعطَتْه، فعرَضْتُ المُصحَفَ عليها، فلم يَختَلِفا في شيءٍ، فرَدَّها عليها، وطابَتْ نفْسُه، وأمَرَ الناسَ أنْ يَكتُبوا المَصاحِفَ.

قال الشيخ شعيب الارنؤوط في تحقيقه لشرح مشكل الاثار : ((حديثصحيح ))


و المضحك ان خالد بلكين استشهد بهذه الرواية الضعيفة وفهم منها ان المصحف الامام شقه عثمان رضي الله عنه بينما الضمير في "سائرها" يعود على سائر ما يخالف المصحف من القراءات فانظر و تعجب من فهمه!!!

يتبع